الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
كثيرا ما يسألنا الإخوة عن مشروع تربية الضأن والماعز.. هل هو مربح؟ ما هي الأخطاء التى يجب تجنبها؟ أين أشتري النعاج؟ بِكم؟ وماذا عن سلالة الدمان؟
أول شيء هو النية الحسنة. والمرء يسأل نفسه: لماذا أريد الخوض في مشروع كهذا؟
والجواب يجب ان يكون من مرضاة الله، كالكسب الحلال وإطعام العيال ونفع المسلمين وتقديم المنتوج الجيد لهم وما إلى ذلك.
ثانيا رأس المال. يجب ان يكون من المال الحلال الطيب المزكى حتى يبارك الله في المشروع، لأنه سبحانه وتعالى طيب لا يقبل الا طيبا.
ثالثا رعي الغنم مهنة شريفة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نبي إلا وقد رعى الغنم . قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : نعم ، كنت أرعاها بالقراريط لأهل مكة.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.
ونحن اليوم في زمن الفتن نسأل الله العفو والعافية والسلامة.
أمّا عن سلالة الدمان فإن لها قدرات إنجابية فريدة حقا: ولادة التوائم والتزاوج طيلة السنة. ولذلك فنعجة الدمان البالغة، والتي سبق لها وأن ولدت، كثيرا ما تستخدم في التهجين مع ذكور سلالات الوزن الثقيل كالسردي أو السلالات الاوروبية. والدمان تتأقلم بشكل جيد خارج الواحات الجنوبية للمملكة، إلا أنها ليست سلالة تتحمل المشي والرعي لمسافات طويلة. بل هي تفضل العيش في الحظيرة مع توفير كل مستلزماتها داخل الحظيرة أو قريبا منها.
هذه السلالة متوفرة بكثرة على الخط الرابط بين الراشدية وورززات، وهي مدعمة هناك من طرف وزارة الفلاحة على شكل منحة للمربيين على كل مولود يوافي شروط السلالة، ومساعدات في الاعلاف وتأطير بيطري وتقني..
كثير من المربيين هناك استطاعوا ان يحسنوا هذه السلالة من ناحية طول القامة والوزن وسرعة النمو، مع المحافظة على القدرات الإنجابية العالية لهذه السلالة الفريدة.
أعداد سلالة الدمان في المغرب ضعيفة بالمقارنة مع أعداد السلالات الأُخرى، ثم إن الطلب عليها كبير في بعض الأحيان، وهذا ما يفسر ثمنها المرتفع شيئا ما وخاصة منها النعاج ذات الخصائص الوراثية الجيدة.
وعلى العموم، فعلى كل من أراد بداية مشروع لتربية الغنم ويريد ان يجني ثماره في أقرب وقت، ننصح له بما يلي:
أولا أن يختارالسلالة المناسبة لمعداته ولطريقته في العمل (الحظيرة او السرح أو هما معا، علما ان الدمان لا ينصح بها للسرح)
ثانيا ان تكون الرؤوس التي يقتنيها أصيلة ويسهل تصنيفها بشكل ظاهري وواضح في إحدى السلالات المعروفة (تمحضيت، سردي، بني كيل..) وأن يجتنب السلالات الهجينة الغير أصيلة والتي يصعب تصنيفها أو لا يعرف لها تصنيف، حيث يعسر التنبؤ بخصائصها ونتائجها.
ثالثا وبعد اختيارالسلالة، يجب على الرؤوس التي يشتريها ان تحمل كل الخصائص الوراثية للسلالة ولو بشكل ظاهري دون فحصات جينية ومخبرية مكلّفة.
(بالنسبة للدمان: الذكور والإناث ليس لها قرون، الأذنان طويلتان بعض الشيء ومتدليتان، الأنف دقيق عند الإناث ومقوص قليلا، عنق طويل، قوائم نحيفة، جلد رقيق وقليل الصوف..).
رابعا تفضيل الشراء عند مربي غنم ناجح وحسن الصيت وذلك في ضيعته وحظيرته وتفادي الأسواق (الاسبوعية).
خامسا اقتناء الفحل أو الكبش له الدور الأهم. عليه أن يكون الأقوى والأعظم والأطول وخالي من العيوب. والأفضل اقتناؤه من ضيعة غير التي اقتنى منها النعاج، حتى يجتنب تزاوج الأقارب لأن هذا قد يأتي بمواليد فيها من العيوب ما ينقص من المردودية والإنتاج وقد يصير الأمر إلى تشوهات وأمراض. ولكن هذا ليس شرطا، فهناك مربو أغنام يمسكون بسجلات ويراعون التباعد بين النعاج التي يبيعون والفحول المرافقة لها، ويقومون بفحوصات مخبرية (فحص الدم مثلا) يدلون بها كحجة، فلا عيب في مطالبتهم بها.
ثم أخيرا أخي الراعي، اعلم ان هذا كله اسباب للسعي وراء النجاح ليس إلاّ، أما التوفيق فمن الله وحده. واعلم أن إدارة تغذية القطيع من الأسباب الفعالة في الرفع من الإنتاج والربح، وأن للنعجة احتياجات تزيد وتنقص حسب الحال الذي تكون فيه (مرضع، حامل..)، فلا ضرر ولا ضرار. ثم اعلم اخي أن النعجة ليست آلة ميكانيكية ووعاء للتفاعلات الكميائية فقط، بل هي كائن حي ذو روح (أمم أمثالكم) يشوبه ما يشوب البشر من شوائب نفسية وتعقيدات وتحولات. فعليك أن تصبر وتكون حليما وأن تختار الوسيلة الأكثر سلاسة لأخذ ما تريد منها دون عنف غير مجدي، كالمقايضة مثلا (تقديم الشعير للنعجة مقابل حلبها). واعلم أن للغنم منطق تتواصل به فيما بينها، وحتى إن لم تفهمه أنت ولم تميّز منه إلا الأصوات الضجيج، فإنها تفهمه هي جيدا وتعبر به فيما بينها عن الأفكار والأحداث بأدق تفاصيلها. واعلم أيضا أن هناك أمراضا فتّاكة تتربص بالصغار الرضع من كل ناحية ومكان، وهم في هذا العمر خصوصا، لا حول لهم ولا قوة، ضعفاء ومقاومتهم ومناعتهم محدودة..
واعلم أن تحسين السلالة عمل متواصل مستمر لا يتوقف أبدا ولا ينتهي. فإذا توقفت للحظة عن انتقاء واختيار العناصر التي تخصصها للتزاوج، فقد يتدهور حال قطيعك ومعه الإنتاج والربح، بسبب تزاوج الأقارب مثلا أو اختفاء بعض المحاسن كوفرة لبن النعجة وضخامة الجسم وكثرة اللحم. ولكنه في الحقيقة قد يُظهر الله فيها بعد حين صفات جديدة ومحاسن كطول النفس وتحمل الظروف الطبيعية الصعبة ومقاومة الأمراض.. فالكمال لله والأمر أمره.
فإنه مجال شامل متنوع التخصصات والكفاءات التي يمكن تحصيلها واكتسابها، وفيه من الصعوبات والعقبات ما يعرفه كل مجال وكل حرفة أو عمل. فحب الراعي لعمله هو ما يجعله يتخطى هذه العقبات ويواجه هذه الصعوبات ويستمر قدما متوكلا على الله وحده، آخذا بالأسباب التي يرضاها الحق سبحانه، ولا يرضخ لمكائد الأعور الدجّال - أعاذنا الله من فتنه.
واعلم أن تحسين السلالة عمل متواصل مستمر لا يتوقف أبدا ولا ينتهي. فإذا توقفت للحظة عن انتقاء واختيار العناصر التي تخصصها للتزاوج، فقد يتدهور حال قطيعك ومعه الإنتاج والربح، بسبب تزاوج الأقارب مثلا أو اختفاء بعض المحاسن كوفرة لبن النعجة وضخامة الجسم وكثرة اللحم. ولكنه في الحقيقة قد يُظهر الله فيها بعد حين صفات جديدة ومحاسن كطول النفس وتحمل الظروف الطبيعية الصعبة ومقاومة الأمراض.. فالكمال لله والأمر أمره.
فإنه مجال شامل متنوع التخصصات والكفاءات التي يمكن تحصيلها واكتسابها، وفيه من الصعوبات والعقبات ما يعرفه كل مجال وكل حرفة أو عمل. فحب الراعي لعمله هو ما يجعله يتخطى هذه العقبات ويواجه هذه الصعوبات ويستمر قدما متوكلا على الله وحده، آخذا بالأسباب التي يرضاها الحق سبحانه، ولا يرضخ لمكائد الأعور الدجّال - أعاذنا الله من فتنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق