السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله القدوس السلام المهيمن العزيز الجبار المتكبّر، وصلاة الله وسلامه على نبينا محمّد أحمد الحاشر الماحي العاقب،
تربية الغنم لدى الإنسان شيء شبه طبيعي وسهل، توارثناه عن الأجداد، وهو عمل ممتع وشريف. والخبرة تأتي بالتجربة والممارسة والبدء بعدد قليل من النعاج.
والغنم تأكل التبن والعشب والحَب وما ينبته الله من نبات. وهذه الأعلاف، إن كان للراعي إمكانية إنتاجها بنفسه، من أرض وحرث وحصاد وتخزين، أو إمكانية استغلالها في الجبال والمراعي والمناطق السارحة، كان أفضل للتكلفة وللإستقلالية. وإلا فإنّه يمكن شراء الأعلاف عند الزرّاع والتفرغ للغنم والتخصص في تربيتها.
أمّا الصعوبة فقد تكون في امتلاك عقار للمشروع، وامتلاك رأس مال لبناء الحظيرة وشراء أوّل النعاج وأول مخزون من الأعلاف، ومواجهة كل المصاريف لحين بلوغ مداخيل من المبيعات.
بالنسبة للعقار، فبما أن أغلب الناس ينحدرون من أصول بدوية أو ريفية، فإن الحل قد يكون في التقرب من هذه الأصول والعودة إليهم، وإحياء العلاقات وصلة الرحم مع أقاربنا وبني عمومتنا الذين لم يهاجروا إلى المدن وبقوا في البادية، فربنا يكون لنا عندهم حق أو ميراث من الأرض نبني عليه مشروعنا، أو على الأقل مساعدات ونصائح أو حتى جوار وأُنس.
ثم إن هناك نوع من الحظائر المتنقلة التي يمكن تشكيلها بالسياج والمظلات فقط، أوحظائر تقليدية تبنى بالطين والحجارة والعيدان، أو حظائر عصرية على شكل نفق تركب من أنابيب حديدية مقوسة وأسلاك وتسقف بأغطية بلاستيكية، وتكون تكلفة كل هذه الحظائر منخفضة.
وأخيرا، فإنه لا يجب الطمع المفرط واستعجال الربح المادي منذ البداية، في ظل صغر سن المربي المبتدئ، وقلة خبراته بالناس وبالغنم وبالأسواق، وقلة الرأس مال المستثمر.
ولتجنّب السقوط ضحية للنصب والإحتيال في مختلف مراحل المشروع، أو الفشل والإفلاس والتخلّي، فإنّه يجب الحذر الشديد في كل خطوة. ومن الأفضل أن تكون مدعوما من أب حكيم أو أخ رشيد أو صديق ذا لب ووفي. ثم تبدأ ب 10 نعاج وفحل مثلا، تتعرف بها على هذه المهنة وتكتسب تكوينا وتجربة ومهارة، ثم يُكرمك الله إن شاء، فتتضاعف الأعداد بسرعة، وتأكل من لحومها وتبيع الفضل والفائض عن احتياجاتك لشراء الأعلاف وباقي المستلزمات، وتدير المشروع هكذا كما تدار الشركات والمصانع:
تشتري مواد أولية، الأعلاف، ثم تحولها نعاجك إلى لحوم وخرفان، ثم تسوّق الخرفان وتعرضها للبيع على الجزّارين والمطاعم والفنادق وممولي الحفلات، ويمكنك أن تبيع أيضا للمضحي في العيد أو العقيقة أو الزواج.
وفقك الله لكل خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق